قد يبدو أن كثيرين وكثيرات قضوا فترات طويلة وهم يبحثون عن وصفة مثالية لتخفيف الوزن، وان آخرين قد أنفقوا الكثير من الأموال، في سبيل اقتناء أدوية أو أعشاب مخففة ومنقصة للوزن، لكن دون جدوى، إذ لم يجدوا بعد الطريقة التي تجعلهم يصلون إلى الوزن المثالي، ليكون هؤلاء على موعد مع شهر رمضان الكريم، الذي يعتبر بالنسبة لتلك الفئة بالذات طوق نجاة، وفرصة ذهبية لا يمكن أن تتكرر لأجل القيام بحمية أو ريجيم يمتد إلى 30 يوما، ويمكن أن يؤدي إلى نتائج باهرة جدا، بشرط إتباع الشروط و التفاصيل الضرورية لذلك، والابتعاد قدر الإمكان عن الأطباق المشبعة بالدهون و السكريات، وتعويد الجسم على الاكتفاء بكيات قليلة من الوجبات، إنما تكون متوازنة وغنية بما يحتاج إليه الجسم البشري عادة.
ويؤكد خبراء التغذية والعلاج الطبيعي أن رمضان فرصة ذهبية لعمل ريجيم ناجح، فالصوم من الناحية الفسيولوجية عبارة عن ريجيم قاسي يتعرض له الجسم وبالتالي فإن استجابة الجهاز العصبي لهذا الحرمان من مواد الطاقة هي نفس استجابته الفسيولوجية في حالات إتباع ريجيم قاسي في أيام السنة العادية.
ويؤكد أطباء العلاج الطبيعي والتخسيس على ضرورة اختلاف النظام الغذائي الذي يتبعه الشخص في شهر رمضان عن باقي أيام السنة، حيث يتناول الشخص وجبتين فقط في يوم رمضان.
ويجب الحرص على تعويض الجسم عن الوجبة الثالثة في النظام الغذائي المخصص لشهر رمضان.
ولأن مائدة رمضان مليئة بالأطعمة الشهية والدسمة والحلويات، فتكون مقاومة أي شخص مقبل على ريجيم أقل كثيرا من الأيام العادية، ولابد أن يتخلل النظام الغذائي الذي يتبعه الشخص بعض الممنوعات مثل المعجنات أو السكريات، ولكن يجب الالتزام بالكميات القليلة التي يحددها الطبيب الأخصائي عند أكل هذه الممنوعات
كما يجب زيادة النشاط الذي يقوم به الشخص ليتمكن من إحراق أكبر كم من السعرات الحرارية، فيمكن زيادة عدد ساعات المشي أو تكثيف التمارين الرياضية، ولعل العبادة في هذا الشهر تفي كل المتطلبات الروحية والجسمانية، فصلاة التراويح وقيام الليل تمنح الإنسان راحة نفسية وفائدة بدنية كبيرة.
وكذلك فان الحركة ضرورية لإنقاص الوزن فلا يمكن أن ينقص وزن الإنسان وهو ساكن في مكانه حتى لو لم يأكل شيئا، فالحركة هي التي تساعد على إحراق الدهون الزائدة واستهلاك الطاقة، ومن الأوقات التي يمكن ممارسة الرياضة فيها هي فترة ما قبل الإفطار بحوالي الساعة تقريبا، فهذه الفترة تعد مناسبة جدا لخسارة الدهون المخزونة تحت الجلد، لأن تركيز سكر الدم يكون قليلا وبالتالي ينخفض مستوى لأنسولين في الدم مما يتيح دخول الدهون المخزونة تحت الجلد في مجرى الدم، واستخدامها كمصدر للطاقة اللازمة لهذا النشاط الحركي.
وعليه ففترة ما بعد ساعتين أو ثلاث من الإفطار تعد جيدة لممارسة أي نشاط حركي، في هذه الفترة سوف يمنع ميل الجسم لخزن السعرات الحرارية التي دخلت مع وجبة الإفطار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق