الخميس، أغسطس 11، 2011

مِن أسرار الظنون!!

الظن: عبارة عما تركن إليه النفس ويميل إليه القلب، فقد قال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم﴾[الحجرات: 12]

وسبب تحريمه: أن أسرار القلوب لا يعلمها إلا علام الغيوب، فليس لك أن تعتقد في غيرك سوءا إلا إذا انكشف لك بعيان لا يقبل التأويل، فإن لم ينكشف كذلك فإنما الشيطان يلقيه إليك، فينبغي أن تكذبه؛ فإنه أفسق الفساق، وقد قال الله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة﴾[الحجرات: 6]

وحينئذ فإذا خطر لك وسواس سوء الظن؛ فينبغي أن تدفعه عن نفسك، وتقرر عليها أن حاله عندك مستور كما كان، وأن ما رأيته منه يحتمل الخير والشر، فإن قلت: «فبماذا يعرف عقد الظن والشكوك تختلج والنفس تحدث؟»

فنقول: «أمارة عقد الظن أن يتغير القلب معه عما كان، فينفر عنه نفوراً ما، ويستثقله ويفتر عن مراعاته وتفقده وإكرامه والاغتمام بسببه» والمخرج منه أن لا يحققه، أي لا يحقق في نفسه بعقد ولا فعل لا في القلب ولا في الجوارح.

وربما يلقي الشيطان أن هذا من فطنتك وسرعة تنبهك وذكائك! وأن المؤمن ينظر بنور الله تعالى!

وهو على التحقيق ناظر بغرور الشيطان وظلمته. ومهما عرفت هفوة مسلم بحجة، فانصحه في السر، ولا يخدعنك الشيطان فيدعوك إلى اغتيابه

ليست هناك تعليقات: