الاثنين، أغسطس 08، 2011

ادركو المعلمين من خط الفقر

قامت ثورة يناير المباركة واستبشر بها المعلمون خيراً ، فجميع الخبراء والمحللين والمراقبين يتحدثون عن أهمية التعليم باعتباره أساس كل تقدم ونهضة فهو السبيل الوحيد لأي مشروع حضاري واقتصادي ، والمعلمون هم صانعو هذه الحضارة وحاملو مشاعل التقدم والازدهار ولكن الواقع خيب كل الآمال والتوقعات فالمعلمون في مصر يعيشون أسوأ أيامهم وحالهم أشبه ببركان خامد أوشك على الانفجار وصاروا يضربون كفاً بكف على ما يحدث لهم من قبل حكومة الثورة التي قطعت شعرة معاوية بحرمانها للمعلمين من حافز الإثابة المقرر لجميع العاملين بالدولة ومحاولة ترضيتهم بحافز هزيل يتراوح بين 25% و 75% ومن المضحكات المبكيات أن هذا الحافز الغريب يقل تدريجياُ كلما ارتفعت رتبة المعلم إلى معلم أول فإنه يتناقص من 50% إلى 25% حقاً إنها ترقية ملعونة تلك التي تقلص المرتب المتقلص بطبعه ، والأغرب من ذلك تلك الحالة النادرة التي يعيشها معلمو مصر الذين يقل راتب المعلم الحاصل منهم على الدكتوراه عن راتب العامل الأمي الذي لا يجيد القراءة والكتابة ، نعم تلك حقيقة واقعة ولا تتعجب من ذلك فالمعلمون في مصر صاروا أدنى فئات المجتمع على العكس من جميع دول العالم التي يطالب فيها جميع الموظفين بمساواتهم بالمعلمين وصار المعلمون في مصر يلهثون من أجل الحصول على الحد الأدنى للأجور من أجل مجرد تقليص تلك الفجوة العميقة بين راتب المعلم وراتب أي عامل في البترول والكهرباء والضرائب والعدل والبنوك أو حتى عسكري الجيش والشرطة أو حتى ممرضة في الصحة ، نعم تلك هي الحقيقة فلا تتعجب . يحدث كل هذا في الوقت الذي وصلت فيها حالة الاحتقان مداها لدى المعلم المصري الذي صبر كثيراً على شتى صنوف الذل والمهانة بدءاً من وزير يصم أذنيه عن الاستماع لشكاوى المعلمين ، يكيل لموظفي ديوان الوزارة صنوفاً شتى من البدلات والحوافز والمكافآت ولا عزاء للمعلم . مروراً بالمشكلات المزمنة التي تتفاقم مع مرور الوقت كتلك المهازل التي تحدث في امتحانات الثانوية العامة من إقامة غير آدمية وتأمين رمزي للمعلمين مشدد جداً على أوراق الإجابة ، وتصحيح يتم في جو حارخانق بأسلوب ضاغط وسرعة قسرية لإنجاز أعمال التصحيح الوهمية .انتهاءاً بالاعتداءات المتكررة على المعلمين من قبل الطلاب وأولياء أمورهم من دون رادع ، وحملات التفتيش والمتابعة البوليسية التي تجرح الكرامة وتورث الشعور بالعجز والمهانة ، وأكثر ما يؤلم ذلك الإعلام الموجه الذي لا يتبنى قضايا المعلم ويتجاهلها بشكل غريب أشبه بالمؤامرة التي يتم من خلالها إذاعة أنباء مغلوطة عن رواتب المعلمين وخاصة ذلك الكادر (الملعون) الذى أوحى للجميع بأن المعلمين هم الفئة الأولى في الرواتب في مصر . كل ذلك يحدث في ظل نقابة عاجزة مسيسة مهمشة يقوم عليها فلول الحزب الوطني ، نقابة توارت خلف الظل في وقت بات فيه المعلمون في أمس الحاجة إلى من يدافع عن قضاياهم ويطالب بحقوقهم ويناضل من أجل مكتسباتهم . لقد أوصدت كل الأبواب في وجه المعلم المسكين وسدت جميع المنافذ فلم يجد أمامه حلاً إلا الاعتصام والتظاهر بل والعصيان المدني والامتناع عن التدريس إذا لزم الأمر . أدركوا المعلم قبل فوات الأوان ، أعيدوا له حقه المسلوب ومجده الضائع ، أكرموه وأحسنوا تقديره فهو صانع النهضة ومربي الأجيال . إذا كنتم تريدون نهضة حقيقية في مصر لن تنالوها إلا برضا المعلمين الذين قدموا الكثير ولا زالوا يقدمون ولم ينالوا إلا الذل والهوان . أدركوا المعلمين قبل أن ينهار التعليم في مصر هلا قد بلغت ... اللهم فاشهد محمد عبد التواب عبد الملك ، المتحدث الرسمي لاتحاد شباب المعلمين بالمنيا

ليست هناك تعليقات: