الأربعاء، يوليو 13، 2011

علاج الإضطرابات الغذائية


الخطوة الأولى في علاج الإضطرابات الغذائية هي: معرفة ما هي الإضطرابات الغذائية.
هناك نوعان رئيسيان: فقدان الشهية والشراهة،والذين يتعرضون عادةً لهذه الأنواع من الإضطرابات الغذائية هم الأشخاص المهتمون بمظهرهم الخارجي مثل الراقصات ولاعبي الجمباز وعارضات الأزياء والممثلون الكوميديون المحترفون ولكن من الممكن أن يتعرض أي شخص عادي لإضطراب غذائي.
تنشأ المشكلة عادةً في مرحلة المراهقة أو البلوغ،و تبدأ أثناء نقاط التحول أو الإستقلالية كالذهاب للدراسة في الجامعة أو عندما يكون التوتر كبيراً ولا يوجد متنفس للصراعات العاطفية أو الضغط. فقد تأتي بسبب الإنفصال عن صديق أو زوج. قد يتعرض الرجال أيضاً للإضطرابات الغذائية خاصة إن كان مصارعاً أو عداء مسافات طويلة أو أي شخص يكون الوزن الخفيف بالنسبة له مفيداً أو إمتيازاً. ولكن عادة النساء هن من يعانين أكثر من الإضطرابات الغذائية.
مساعدة للعلاج من الإضطرابات الغذائية: فهم ما هو فقدان الشهية
رفض الحفاظ على وزن الجسم العادي عادة يكون وزن المصابين بفقدان الشهية أقل 15% من المعدل الطبيعي و لكن إن كنت نحيفاً هذا لا يعني بالضرورة أنك تعاني من فقدان الشهية. حيث أن الوراثة تلعب دوراً في هذا الموضوع أيضاً.
الخوف الشديد من إكتساب الوزن أو أن يصبح الشخص بديناً. تقريباً يوجد هذا الخوف لدى جميع المراهقين (قد إعتدت على الدراسة وأنا واقفة لأني أحرق سعرات حرارية أكثر مما لو كنت جالسة)ويسود عند الأشخاص غالباً نظام تمرين متقدم بدرجة كبيرة وأحياناً يكون قاسياً ويمتد لساعات في اليوم الواحد أو أكثر من مرة في اليوم.
صورة مشوهة عن الجسم. فترى الفتاة نفسها سمينة مع أنها أقل من المعدل الطبيعي ( أي مقارنة بطوالها)
غياب الدورة الشهرية (الطمث) لمدة ثلاث أشهر متتالية وهذه حالة موجودة أيضاً عند الفتيات الرياضيات ولكن ليس بضرورة أن يكون لذلك علاقة بفقدان الشهية.
مع الجوع الشديد أي عندما تصبح الإضطرابات الغذائية قوية يصبح هناك إكتئاب وفتور ولا مبالاة.
لدى أناس كثيرة واحدة أو أكثر من هذه الأعراض.
مساعدة لعلاج الإضطرابات الغذائية: فهم "الشراهة"
تشخص الشراهة بهذه الطريقة:
الرغبة الشديدة في الأكل حتى بعد الوصول إلى نقطة الشبع ( هذه الرغبة لدى الكثير من الناس الذين لديهم شراهة غذائية ويتلذذون بالتهام بأغذية معينة)
فقدان السيطرة على الأكل.
يستخدم الشخص عادة الصيام والتقيؤ والأدوية المسببة للإسهال ومن ثم يخسروا السوائل و يصابوا بالتعرق و الإستسقاء.
تذبذب في الوزن نتيجة الصيام والشراهة بأكثر من 3 كجم. فقد يكون وزن المصاب يتراوح حول الوزن الطبيعي ( أقل أو أكثر ).
لا أحد يعتزم التقيؤ كطريقة للتحكم في الطعام اليومي. عادة يحدث ذلك بعد القيام به لأول مرة بعد حفل عشاء كبير ويتكرر ذلك بسبب عدم السيطرة على التهام كميات كبيرة من الطعام حيث يتم التخلص من الطعام مرتان أو ثلاث مرات يومياً قبل أن تدرك ذلك.
قد تصل الفتاة الفاقدة للشهية إلى نقطة خفضت عندها مقدار طعامها كثيراً فيثور جسمها بحيث لا تستطيع أن تكتم جوعها وتبدأ في أكل كميات صغيرة ثم كميات أكبر ومن ثم تصبح شرهة وبعدها تستخدم الأدوية المسهلة أو تلجأ إلى الإستفراغ.
من المفيد أن نعرف الأسباب المؤدية للإضطرابات الغذائية:
هناك أشياء كثيرة تساهم بجعل الشخص معرضاً للإصابة بإضطرابات غذائية:
تؤكد ثقافتنا أهمية المظهر الجسدي لتحقيق النجاح المهني والجنسي والإجتماعي.
علاقاتنا الأسرية: إن إصابة أحد أفراد العائلة بالاضرابات الغذائية لا يعني أن هذا الشخص وحده تعرض لذلك بل أن هناك خطر على العائلة بأكملها فهناك إحتماليات كثيرة، ربما تبدي العائلة أهمية كبيرة للمظهر الخارجي أو أن العائلة لا تسمح لك بالتعبير عن مشاعرك وخاصة الغضب ،وأحياناً يكون وضع العائلة فوضوي من حيث الإدمان على الكحول. وأحياناً ما تصعب السيطرة على مشاعر القلق وعدم الشعور بالأمان لذلك يتحول الشخص للطعام كمصدر راحة.
إن السبب الثالث يتعلق بميزات الشخصية. حيث يميل الأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض إلى أن يكونوا مثاليين يحققون أهدافهم، و هم أشخاص لديهم إحساس أخلاقي عالي، كانوا في صغرهم أطفالاً مطيعين، يحاولون إرضاء أنفسهم والآخرين و إخفاء غضبهم عن أنفسهم وعن الآخرين أيضاً، غير واثقين من إحترامهم لذاتهم و يشعرون أن عليهم دائماً أن يثبتوا كفاءتهم.
قد وصفت إمرأة ذلك بقولها: إن لدي هذه العقدة في معدتي لم أدرك ذلك أبداً من قبل، لقد أصابتني هذه العقدة من القلق "منهم". لا أعلم من هم لكنني قلقة من أن يرونني على حقيقتي فعلاً ليس كشخص بالغ وناضج بل كطفل غير واثق.
قد نواجه هذه المشاعر يوماً ما في حياتنا. لكن الشخص الشره يشعر بذلك أكثر من غيره فالمرأة السابقة تحاول أن تسيطر على تصرفاتها ولكنها قد تكون خائفة من الإخفاق فهي تشك بمظهرها الخارجي بذكائها وبمواهبها وتشعر أنها غير قادرة على التحكم بوزنها.
قصتي في العلاج من الإضطرابات الغذائية:
دعوني أروي لكم قصتي الآن بعد أن شرحت لكم كل ذلك. لقد نشأت في منزل يبدو ممتازاً ظاهرياً. كنا نملك المال وأكبر منزل في المنطقة وفي ذلك الوقت كنا نذهب في الأجازات إلى أماكن غريبة ،بدا ذلك رائعاً ولكن داخل المنزل كنّا كل شيء غير ذلك. كان أبي مدمناً على الكحول و على العمل يسافر كثيراً، وبالرغم من أنه كان لدي كل شيء رغبت به، لم يكن لدي حب وقبول من أبي، قد تعلمت منذ صغري أن لا أثق به أو أن أعتمد عليه لأنه كان دائماً يخيب أملي ويخذلني. كان يعدني دائماً "سوف أكون على العشاء اليوم في المنزل حبيبتي أعدك" وكالعادة تمضي ليلة أخرى أذهب فيها إلى السرير دون رؤيته. " سأستقل الطائرة القادمة وآتي لمشاهدتك وأنت تمثلين في المسرحية، لن أفوّت ذلك مهما يحدث" وأنظر بين الجمهور أبحث عن وجهه ولكني لا أراه.
المظهر والمركز كانا مهمان جداً بالنسبة لأبي؛ ماذا تلبس ، كيف تبدو، شكل المنزل الذي تملكه، نوع السيارة التي تقودها. مقدار الأموال التي تملكها وغير ذلك من أمور مادية وظاهرية. لذلك تعلمت منذ صغري أنه " لا يهم ما أنت عليه من الداخل فالمظهر الخارجي هو الأهم."
ولأن والدي كان مدمناً كان منزلنا غير مستقر. فمن غير الممكن أن تتنبأ بالحالة التي يعود عليها فلا ندري إن كان سيعود سكراناً أم لا ولا إن كان في مزاج جيد أم لا، أو هل سنستيقظ في الليل لنجده يصرخ، وهل ستأتي الشرطة،وهل عندما نستيقظ سنجده غادر مرة أخرى في منتصف الليل .
مع أنني كنت بحاجة لحبّهِ وقبولهِ بشدة إلا أنني لم أشعر بذلك أبداً، لذلك حاولت أن أتصرف بطريقة جيدة؛ أن أحصل على أعلى الدرجات. وأن أكون الأفضل في كل ما أقوم به فقط لكي أسمع منه "أحسنت حبيبتي لقد كنت رائعة وقمت بعمل رائع."
إستيقظت ذات يوم فوجدت أبي وأمي يتشاجران. لقد أقام أبي علاقة مع امرأة أخرى وطلبت أمي منه الطلاق، كنت خائفة جداً ومفزوعة ووحيدة. كنت بعدها أذهب إلى غرفتي وأشاهد التلفاز لكي لا يعلموا أنني سمعتهم وهما يتشاجران. ولم يعلم أي منهما أنني كنت أستمع إليهما طويلاً. ماذا أفعل لمن سألجأ ؟ ولكن لدينا قاعدة" ما يحدث داخل البيت يبقى داخل البيت " فلدينا صورة يجب أن نحافظ عليها.
لقد كنت أقضي كل الوقت في غرفتي. صنعت عالمي بنفسي كنت مدمنة على مشاهدة التلفاز كنت أتابعه بشغف حتى أنني أصبحت أقلد من يظهرون فيه أصبحت أبتعد عن كل من هم حولي لكن درجاتي العلمية بقيت مرتفعة لذلك لم يتدخل أحد بشؤوني الخاصة. ولكني كنت أموت من الداخل مع أن الخارج كان يبدو جيداً
وجاء أسوأ يوم في حياتي؛ حضر أبي وأمي وأخبرانا أنا وشقيقتي أنهما سوف يتطلقان. إعتقدت أنني سوف أموت أخبرني والدي أن أمي قد هدمت حياته وهي السبب في كل ما يحدث لنا وأننا سوف نصبح فقراء لا نملك شيئاً، ليس لدينا مكان نعيش فيه ولا طعام ولا حتى تعليم. لقد أخافني ذلك كثيراً.
لقد كنت أبلغ 15 عاماً في ذلك الوقت. بعدها بدأت بالخروج مع أصدقائي كنت أسمعهم وهم يتحدثون عن الشراهة الغذائية والبرامج الخاصة بالتغذية وعن القيام بالتمارين الرياضية بدا ذلك مسلياً بالنسبة لي فقلت لنفسي أنا أيضاً بحاجة للتغيير في حياتي. فبدأت بممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة في اليوم وبعدها ساعة وبعدها ساعات عديدة في اليوم بدأت أفكر في كم من السعرات الحرارية يمكنني أن أحرق لو تدربت أكثر أو لو سلكت طريقا أطول للوصول لمحاضرتي أو لو ألغيت وجبة الإفطار. كان الناس من حولي يخبرونني أنني أبدو بشكل أفضل بعد أن فقدت بعض الوزن لذلك بعدها توقفت عن تناول العشاء وتقليل وجبة الغداء كنت أتناول فقط بضع مئات من السعرات الحرارية في اليوم.
فقدت 2كجم من وزني ثم 4 كجم وبعدها 6 كجم وبعدها 8 كجمً وأصبحت أتدرب 5 – 7 ساعات يومياً. كان كل ما أفكر فيه هو ما أتناوله وكم يحتوي على سعرات حرارية وكم حرقت منها. وكيف يمكنني أن أتخلى عن وجبة الغذاء ووجبة العشاء. أصبحت حياتي خارجة عن السيطرة كنت وحيدة جداً لم أشعر بالأمان أبداً ، وما بدأ صغيراً في البداية أصبح محط تركيزي الآن. بعد أشهر أصبح وزني 50كجم وبعدها 40 كجم, كان بقائي على قيد الحياة معجزة. ومع ذلك كنت ما أزال أعتقد أني سمينة وعليّ أن أفقد المزيد من الوزن لأصبح بعدها سعيدة وراضية عن شكلي ولكي يحبني الناس من حولي.
علاج الإضطرابات الغذائية
لقد وضعت في عيادة صحية لمدة 3 أشهر. كنت غاضبة وكنت حاقدة على والدي وعلى الطبيب الذي وضعني في هذه العيادة وكيف استطاعوا أن يتدخلوا في حياتي. سوف أريهم سوف أخرج من هنا وأصبح فتاة جيدة. سوف أفعل ما يريدونه وبعدها أتولى أنا السيطرة على حياتي من جديد وأعود نحيلة كما كنت.
كان ذلك ما فعلته لقد فعلت كل ما أرادوا مني فعله والآن خرجت من تلك العيادة حيث كنت أتلقى علاجاً، تعلمت بعض الأمور، لقد حاول المعالجون أن يعرضوا علي الكثير من الأشياء لكي أخرج عن النمط الذي كنت أعيش فيه ولكي أتخطى الألم الذي كنت أحس به.
بعد خروجي بدأت أعود إلى ما كنت عليه، إن مرض فقدان الشهية هو أحد المسببات التي تؤدي إلى وفاة الكثيرين في الحقيقة لقد كنت مع 14 فتاة وشاب في العيادة وبعد 3 سنوات من خروجي كنت الوحيدة التي بقيت على قيد الحياة و الباقون ماتوا بسبب الإضطرابات الغذائية أو بسبب الإنتحار.
أين وجدت المساعدة للتخلص من الإضطرابات الغذائية؟
لقد أدركت بعد كل ما مررت به أن محاولتي القيام بكل شيء بنفسي لم تنجح كثيراً. أتذكر ذات ليلة عندما كنت قد مللت من حياتي كلها وكنت أبكي لله. أخبرته بشعوري وصليت إليه وطلبت منه المساعدة. أنا لست واثقة لماذا التجئت لله في هذه المرحلة. لكن ربما لأني كنت أعلم في داخلي أنه لن ينجح أي شيء آخر سوى ذلك. كنت أعلم بأني لست قوية بما فيه الكفاية لأتابع حياتي على هذا الشكل وكنت أدرك أهمية وجود شخص آخر في حياتي يمكنه أن يساعدني على أن أشعر بالحب والقبول. لقد عانيت لسنوات عديدة بسبب الإضطرابات الغذائية وأخيراً وجدت حلاً للخروج من كل هذا.
يستطيع الخبراء والأطباء أن يشفونا جسدياً وعاطفياً ولكنهم يهملون البعد الثالث والذي يعد مهما تماماً ألا وهو البعد الروحي. أنا أعلم تماماً أن سبب بقائي على قيد الحياة حتى هذا اليوم هو معرفتي بالله خالق الكون وبيسوع المسيح إبن الله. دعوني أشارك ذلك معكم بإختصار كيف تلقيت المساعدة.
عندما إلتجأت إلى الله بدأت حياتي بالتغيير تدريجياً. مع أنني كنت أصارع مع الطعام والتمارين الرياضية إلا أني شعرت بسلام في داخلي لم أكن أشعر به من قبل. بدأت بالصلاة و بقراءة الإنجيل وكنت أخبر الله بكل ما كنت أشعر به، تعلمت الكثير عن محبة الله وقبوله لي وغفرانه لخطاياي. وأدركت تماماً أنه هو الوحيد القادر على مساعدتي من الداخل. أدركت أن الله يحبني وعلمت أنه يسيطر على مجرى أمور حياتي وأنه يقوم بكل ما هو صالح وجيد من أجلي ومن أجل كل الذين يحبونه.
دارت هذه الفترة خلال 10 سنوات وقد تطلبت علاجاً روحياً وجسدياً ونمواً روحياً حيث أن الله خلصني من الظلام والموت ومنحني الحرية والنجاة.

ليست هناك تعليقات: