السبت، يوليو 30، 2011

العدل نهضة للأمة

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ "العدل: ضد الجور، وما قام في النفوس أنه مستقيم "      "العدل وهو الميل إلى الحق ". مفهوم العدل في الإسلام "إعطاء كل ذي حق حقه، وإن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، ومن غير تفريق بين أحد"، يقول ابن قيم: " إن الله سبحانه وتعالى أرسل رسله، وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط، وهو العدل الذي قامت به الأرض والسماوات، فإذا ظهرت إمارات العدل وأسفر وجهه بأي طريق كان، فثم شرع الله ودينه ". ماذا يحدث عندما يختفي العدل؟ نعم.. يتفشى الظلم.. القوي يفتك بالضعيف، والقادر يسلب حق العاجز، والغالب يريق دم المغلوب، والحاكم يهضم حق المحكوم، والكبير يقهر الضعيف، ولا مـخرج مـن هـذا الهـرج والمـرج إلا العـدل اهمية العدل     - قال تعالي(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ  إِنَّ اللَّهَ  كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا)     - قال تعالى: (... وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)     - قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ               أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) سورة المائدة آية8. العدل أقرب إلى التقوى. - قال تعالي (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)     قال الشوكاني في تفسيره: أجمع آية في كتاب الله للخير والشر: الآية: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان [النحل:90[. ويقول سيد قطب صاحب الظلال في هذه الآية:- " جاء ( العدل) الذي يكفل لكل فرد ولكل جماعة ولكل قوم قاعدة ثابتة    للتعامل، لا تميل مع الهوى، ولا تتأثر بالود والبغض، ولا تتبدل مجاراة للصهر والنسب والغنى والفقر، والقوة والضعف. إنما تمضي في طريقها تكيل بمكيال واحد للجميع، وتزن بميزان واحد للجميع ... السنة النبوية الشريفة و العدل:- 1- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  إن المقسطين عند الله على منابر من نور، عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا "مسلم. 2- عن أبي هريرة عن النبي قال: " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل، ......."رواه مسلم. 3- عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إذا حكمتم فاعدلوا، وإذا قتلتم فأحسنوا، فإن الله ـ عز وجل ـ محسن يحب المحسنين " قال ابن حزم ( أفضل نعم الله تعالى على المرء أن يطبعه على العدل وحبه، وعلى الحق وإيثاره ). وقال ابن تيمية ( إن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة، ولهذا يروى: الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنة )   العدل من أسماء الله الحسنى، ومن أعظم الفرائض التي افترضها الله تعالى على البشر، جعله الله تعالى سببا لاستقرار حياة الناس، وسببا لشيوع السعادة والأمن، وجعل انعدامه سببا لزوال الأمم والمجتمعات، فهو أساس الملك والله تعالى هو العدل، العدل المطلق (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ..... )    (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) نمازج رائعة للعدل - عن عائشة رضي الله عنها خطب النبي (ص) فقال: " يا أيها الناس إنما ضل من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها " البخاري. - رسولنا صلى الله عليه وسلم  القدوة في تحقيق العدل القائل( إني لأرجو أن أفارقكم ولا يطلبني أحد منكم بمظلمة ظلمته ) -         قضاء القاضي شريح لليهودي بالدرع، وكان خصمه علي رضي الله عنه خليفة المسلمين، وذلك لأن الدليل مع اليهودي، ولم يعترض خليفة المسلمين على فعل قاضيه. - اشتد الحر ذات يوم وعلا اللهيب يشوي الوجوه وأنا أنظر من فوة في بيتي فوجدت رجلا يجري وراء جمل أجرب في الصحراء فنظرت إليه وتابعته، فلما عاد إذ أجده أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قلت يا أمير المؤمنين أتجري وراء جمل أجرب ؟ قال: إيه يا عثمان إن هذا الجمل من إبل الصدقة، وهو حق الفقراء فخفت أن يضيع فيسألني الله عنه يوم القيامة. -         - عمر ـ رضي الله عنه ـ إذا نهى الناس عن شيء، تقدم إلى أهله فقال: " إني نهيت الناس عن كذا وكذا وإن الناس ينظرون إليكم، كما ينظر الطير إلى اللحم، فإن وقعتم وقعوا، وإن هبتم هابوا، ......."   -    العدل في حياة عمر بن عبد العزيز و الحوار مع الحسن البصري  حين أراد عمر الاستزادة من العدل، فقال له الحسن: "..... والإمام العادل يا أمير المؤمنين هو القائم بين الله وبين عباده، يسمع الله ويسمعهم، وينظر إلى الله ويريهم، وينقاد إلى الله ويقودهم، فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله كعبد ائتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله، فبدَّد وشرد العيال، فأفقر أهله وفرَّق ماله.    وصاياعملية 1- العمل علي تطبيق الإسلام في حياتنا وأمتنا لتحقيق العدل  والعمل علي تطبيق العدل لتحقيق الإسلام في حياتنا وأمتنا . 2ـ أن يكون الفرد عادلا مع نفسه أولا وأن يكفها عن القبائح، فلا يظلم نفسه، فمن ظلم نفسه فهو لغيره أظلم .  العدل لكل صاحب ولاية (أب – مدرس – مدير– موظف – صاحب عمل - وزير......)"كلكم راع ومسئول عن رعيته"3 4ـ أن يكون الفرد عادلا مع زوجته وأولاده وأبيه وأمه وجيرانه وأقاربه وزملائه في العمل .

ليست هناك تعليقات: