الجمعة، يوليو 29، 2011

اقسام الناس في شهر رمضان


القسم الأول: من يتخذه موسماً للعبادة: يتقرب فيه إلى الله بشتّى أنواع الطاعات، فتراه سبّاقًا إلى فعل الخيرات واغتناماً للحظات، والتعرض للنفحات، قلبه شاكر، ولسانه ذاكر، وجوارحه مشغولة بالطاعة تلو الطاعة .

فهذا الصنف جعل الدنيا وراء ظهره وأقبل على مرضاة ربه، يرجو رحمته، ويخشى عذابه، فإذا ذكر عنده رمضان، تذكر الصيام والقيام وقراءة القرآن، والدعاء والأذكار، والبر والإحسان، وسائر الطاعات، فهَبَّ لاغتنامها، وسارع لاستغلالها، بكل ما يملك، نسأل الله أن يجعلنا من هذا القسم .

فهذا الصنف أشرف الأصناف وأفضلها، وأزكاها عند الله وأرفعها .

القسم الثاني: من اتخذ رمضان موسماً للتجارة الدنيوية: فهو ينتظر رمضان بفارغ الصبر، لتنمو تجارته، ويعظم رصيده، وتكثر أمواله، قد فتح أبواب تجارته على مصراعيها، فرمضان عنده فرصة ذهبية، لجمع الاموال .

فإذا ذكر رمضان، تذكر حصاد الأموال، وجمع الحطام الفاني، وربما لم يبالي بصلاة التراويح ولا بصلاة التهجد وربما انسلخ شهر رمضان وهو لم يقرأ من القرآن شيئاً، فضيع أنفس أوقاته، وأغلى أيامه ولياليه، فنسأل الله العافية والسلامة.

القسم الثالث: من اتخذ رمضان موسماً لمتابعة الجديد المعروض على الدش والتلفاز والجديد في عالم الفيلم والمسرحيات والتمثيليات والمسابقات: فتراه يتنقل من برنامج إلى آخر ومن فيلم إلى آخر ومن مسلسل إلى آخر ومن مسرحية إلى أخرى وهكذ اتضيع ساعاته وأوقاته .

وهذا الصنف إذا ذكررمضان، تذكرالشاشات والفضائيات، التي تقضي على الأوقات والساعات، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

القسم الرابع: من اتّخذ رمضان موسماً للعب الكرة، قدم وطائرة وسلة، والضامنة و( الكيرم ) والشطرنج، و( الباصرا ) والتنس والنرد: فهذا الصنف إذا ذُكر رمضان عنده، تذكر هذه الألعاب، قال رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: (( من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه))، رواه الإمام مسلم في صحيحه عن بريدة- رضي الله عنه -.

القسم الخامس: من اتخذ رمضان موسماً لمضغ القات، وشرب الدخان، وشرب ( التنبات ) و ( الجراك ) ، ومضغ ( القورو ) والتنبل: فقد أعد المال لشرائه وهيأ المكان لمضغه وتدخينه، لا ينهض من مجلسه إلا عند السحر، فلا تراويح صلاها، ولا أمواله حفظها، ولا أوقاته استغلها، ولا صحته اتقى الله فيها .

فهذا الصنف إذا ذكر عنده رمضان تذكر السهرات والسمرات، وأوراق القات، وضيع تلك الليالي الفاضلات، فاللهم غفرانك .

القسم السادس: من يتخذ شهر رمضان موسماً للتسول والشِّحْتَة: فهو يسأل الناس بكل جراءة ويتنقل من شخص إلى آخر ومن مكان إلى آخر، وربما لم يبالي بصلاة التراويح .

وهذا الصنف إذا ذكر عنده رمضان، تذكر جمع الأموال عن طريق الشحته والتسول والله المستعان .

القسم السابع: من يتخذ شهر رمضان موسماً للمعاكسات، وتتبع النساء فالأسواق والمحلات والطرقات: فهذا الصنف إذا ذكر عنده رمضان، تذكر هذه الفعال القبيحة، والخَطَوَات الشنيعة، نسأل الله العافية والسلامة .

القسم الثامن: من يتخذ شهر رمضان موسماً للمآكل والمشارب: فهو يذهب إلى السواق ليجمع ما لذّ وطاب ويهيئ الموائد والطباق، فيأكل في ليله ويشرب بشراهة حتى يمتلئ بطنه، ويَكْثُرَ جُشَاءُه، ويطول شبعه .

فهذا القسم إذا ذكرعنده رمضان، تذكر الوجبات الدسمة وصنوف الأطعمة والأشربة، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى .

القسم التاسع: من يتخذ شهر رمضان موسماً للبطالة والنوم والكسل: فهو كثير النوم في ليله ونهاره .

فهذا الصنف إذا ذكرعنده رمضان، تذكر النوم، فيعطيه جل أوقاته وساعاته .

القسم العاشر: من يتخذ شهر رمضان موسماً لنشر الحزبيات في أوساط المسلمين: قد اتخذوا إفطارالصائم والاعتكاف ستاراً لذلك، وجندوا لها الشباب والصبيان، وجمعوا من أجلها المطاعم والأموال.

فهذا الصنف إذا ذكرعنده رمضان، تذكر النشطة الحزبية ونشرها بين الفتيان .

القسم الحادي عشر: من اتخذ شهر رمضان موسماً لنشر البدع والخرافات والضلالات: فهم يرفعون أصواتهم بالصياح والأذكار الجماعية، والدعاء الجماعي، لا يتقيدون بدليل . نسأل الله أن يرزقنا اتباع الكتاب والسنة في الأقوال والأعمال .

فهذا الصنف إذا ذكر عنده رمضان، تذكر نشر البدع، والصياح بالأذكار الجماعية، والأدعية الجماعية، وتوزيع السُّبَح والاحتفال بالمَوَالِد، إلى غير ذلك من البدع والمخالفات .

فهذان القسمان الأخيران من أخبث الأقسام . نسأل الله العافية والسلامة .

ليست هناك تعليقات: