السبت، أغسطس 06، 2011

نصر فريد واصل : مبارك اتصل بي لتغيير فتوي عن تحريم مسابقات 0900

قال د -نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية السابق
- خلافى مع النظام السابق يمتد إلى ما قبل تولى منصب مفتى الجمهورية الذى اعتذرت عنه لأكثر من سنتين ورشحت له غيرى من الزملاء، لكنه فرض بأمر تكليف، فقبلت لأننى لو تمسكت بالرفض كان من الممكن أن يتسبب الأمر فى فتنة فاحتسبت عند الله، وأعتقد أن الله سبحانه وتعالى أعاننى عليه، وسرت على هذا الأساس، بمعنى أن كل ما يتعلق بأمور الإفتاء كنت أراعى المبدأ الأساسى، وهو الحكم فى أصله لا يخرج عما أحل الله ولمصالح العباد والبلاد، وهذا ما حدث سواء كان محليا أو كان دوليا، فكثير من هذه الفتاوى كانت على غير هوى النظام السابق، ولكن لم يجرؤ أحد فى هذه المرحلة أن يعارضنى فى حكم صدر لأن سياستى كانت واضحة من البداية وقلت للرئيس المخلوع فى أول لقاء بيننا إن أمن الحاكم يأتى من الدين وأمن الدولة يأتى من الدين، والجماعات التى كانوا يسمونها الدينية المتطرفة قلت له إن هذه أغلب أعضائها كانوا لا يعرفون الدين على حقيقته، فالجماعات الإسلامية التى ظهرت أيام السادات لمواجهة الشيوعية وغيرها جزء منها كان يغذى من الداخل والآخر من الخارج، إنما الإسلام الوسطى كان من الأزهر وقلت له اعمل استقراء على الواقع العملى وشوف فى تلك الجماعات المتطرفة كم واحد منها من الأزهر فلن تجد وإذا وجدت هتبقى عملية شاذة.
ويكفى أن كليات الشرطة كان لا يلتحق بها خريجو الأزهر وكأن الدين ضد الدولة، وقلت له إن سبب الخلافات بين الشرطة والناس أحيانا لأن أغلب هؤلاء لا يأخذون الدين بالفهم الصحيح لكن الأزهر يعرف ذلك فكيف يستبعد طالب الثانوية الأزهرية؟ وبعد ذلك تم السماح للطلاب الأزهريين بدخول كليات الشرطة، والأمر نفسه فى الكثير من القضايا، مثل المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل أو لأمريكا عند غزوها العراق فكانت من أحد الخلافات التى حدثت مع الرئاسة، وكذلك قانون الأحوال الشخصية فأنا كنت ومازلت ضد قانون الخلع ولم أوافق عليه، كذلك كان ابن صفوت الشريف قد عمل مسابقة يربح المتسابق من خلالها جوائز مليونية، فأصدرت فتوى بأن هذا البرنامج غير شرعى وأنه نوع من القمار، وقد تسببت هذه الفتوى فى إزعاج شديد، واتصل بى عدد الجهات كما اتصل بى الرئيس نفسه للتراجع عن الفتوى لكننى صممت على عدم التراجع.
ومن الفتاوى المثيرة للجدل أيضا فتواى التى تؤكد أن جماعة عبدة الشيطان خارجون على الدين، وذلك لأن عددا من أبناء كبار المسؤولين وعلية القوم كانوا متورطين فيها، وكانت هذه الفتوى سببا فى محاكمة بعض أعضاء هذه الجماعة، وكذلك فتوى التدخين التى كانت فتوى عالمية بعد بحث قدم إلى منظمة الصحة العالمية ونال المركز الأول وكانت تلك الفتوى السبب فى تغيير الأحكام القضائية فى بعض البلدان فى الخارج ودفع التعويضات لمن أصيبوا أو توفوا نتيجة التدخين، وبالطبع تلك الفتوى كانت ضد سياسة الدولة، فكانت هناك مليارات تدخل خزينة الدولة من التدخين.
وقد حرصت على شيئين عند رئاستى لدار الإفتاء، أولا توحيد الأهلة للعالم العربى إذ كانت تحزننى التصارعات التى كانت تحدث فى البلاد الإسلامية حتى فى البلد الواحد، فمثلا نرى البعض يصوم على الرؤية فى السعودية دون النظر إلى بلده، وهذا ضد مبادئ الدين، فالدين يأمرنا بالوحدة والاعتصام، وبالفعل عرضت ذلك فى أحد المؤتمرات وقدمت المشروع الخاص بى ودار الإفتاء وتمت الموافقة عليه بالإجماع، ومن حيث التطبيق العملى الفكرة كانت قائمة، واتفقنا على البدء من خلال آلية معينة، وهى عن الطريق القمر الصناعى، وكان الأمر يحتاج إلى تمويل بالتعاون مع وكالة ناسا بتكلفة 7 ملايين دولار، لكن الدول أحجمت عن التمويل فحاولنا مع التمويل الشعبى ولم ينجح أيضا، فالخلاف السياسى أفشل المشروع.
أما الأمر الثانى الذى كنت حريصا عليه فهو القضاء على البطالة بين الشباب، فقدمت مشروعا لو تم تنفيذه لقضى على البطالة تماما خلال عشر سنوات، لكن البحوث ضاعت بالرغم من إعطائها للرئيس السابق مبارك شخصيا، وأحسست حينها بالمماطلة لعدم تنفيذ ذلك المشروع.

ليست هناك تعليقات: